ENGLISH.....LOVER
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول


 

 الذكر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر




الذكر Empty
مُساهمةموضوع: الذكر   الذكر I_icon_minitimeالجمعة 23 أكتوبر 2009, 1:56 pm

الذكرهو ما يجري على اللسان والقلب، من تسبـيح اللَّه
الذكر كما عرفه العلماء : هو ما يجري على اللسان والقلب، من تسبـيح اللَّه تعالى وتنزيهه والثناء عليه ووصفه بصفات الكمال ونعوت الجلال والجمال() .
قال اللَّه تعالى : ]فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ[ [ البقرة : 152 ] .
وقال رسول اللَّه r : (( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت )) رواه البخاري .
وكان بعض العارفين يقول : مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها، وما ذاقوا أطيـب ما فيها، قيل : وما أطيـب ما فيها؟ قال : محبة اللَّه تعالى ومعرفته وذكره . وأخرج البخاري تعليقًا عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال : قال رسول اللَّه r : (( الشيطان جاثم على قلب ابن آدم إذا ذكر اللَّه خنس وإذا غفل وسوس له )) . فضل ذكر
عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله : { ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم } قالوا: بلى يا رسول الله. قال: { ذكر الله عز وجل } [رواه أحمد].

وفي صحيح البخاري عن أبي موسى، عن النبي قال: { مثل الذي يذكر ربه، والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت }.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { يقول الله تبارك وتعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة }.

و قد قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا [الأحزاب:41]، وقال تعا لى: والذاكرين الله كثيرا والذاكرات [الأحزاب:35]، أي: كثيرا. ففيه الأ مر با لذكر بالكثرة والشدة لشدة حاجة العبد إليه، وعدم استغنائه عنه طرفة عين.
وقال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه: لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل.
ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء. فإذا ترك الذكر صدئ، فإذا ذكره جلاه.
و صدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر.
قالى تعالى: ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا [الكهف:28].

فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر: هل هو من أهل الذكر، أو من الغافلين؟ وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي؟ فإن كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من أهل الغفلة، وأمره فرط، لم يقتد به، ولم يتبعه فإنه يقوده إلى الهلاك.

أنواع الذكر

الذكر نوعان:

أحدهما: ذكر أسماء الرب تبارك وتعالى وصفاته، والثناء عليه بهما، وتنزيهه وتقديسه عما لا يليق به تبارك وتعالى، وهذا ايضا نوعان:

أحدهما: إنشاء الثناء عليه بها من الذاكر، فأفضل هذا النوع أجمعه للثناء وأعمه، نحو "سبحان الله عدد خلقه".
النوع الثاني: الخبر عن الرب تعالى بأحكام أسمائه وصفاته، نحو قولك: الله عز وجل يسمع أصوات عباده.
وأفضل هذا النوع: الثناء عليه بما أثنى به على نفسه، وبما أثنى به عليه رسول الله من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تشبيه ولا تمثيل. وهذا النوع أيضا ثلاثة أنواع:
1- حمد. 2- وثناء. 3- و مجد.
فالحمد لله الإخبار عنه بصفات كماله سبحانه وتعالى مع محبته والرضا به، فإن كرر المحامد شيئا بعد شيء كانت ثناء، فإن كان المدح بصفات الجلال والعظمة والكبرياء والملك كان مجدًا.
وقد جمع الله تعالى لعبده الأنواع الثلاثة في أول الفاتحة، فإذا قال العبد: (الحمد لله رب العالمين) قال الله:{ حمدني عبدي }، وإذا قال: (الرحمن الرحيم) قال: { أثنى علي عبدي }، وإذا قال: (مالك يوم الدين) قال:{ مجدني عبدي} [رواه مسلم].
النوع الثاني من الذكر: ذكر أمره ونهيه وأحكامه: وهو أيضا نوعان:
أحدهما: ذكره بذلك إخبارا عنه بأنه أمر بكذا، ونهيه عن كذا.
الثاني: ذكره عند أمره فيبادر إليه، وعند نهيه فيهرب منه، فإذا اجتمعت هذه الأنواع للذاكر فذكره أفضل الذكر وأجله وأعظمه فائدة.
فهذا الذكر من الفقه الأكبر، وما دونه أفضل الذكر إذا صحت فيه النية.
و من ذكره سبحانه وتعالى: ذكر آلائه وإنعامه وإحسانه وأياديه، وموا قع فضله على عبيده، وهذا أيضا من أجل أنواع الذكر.
فهذه خمسة أنواع، وهي تكون بالقلب واللسان تارة، وذلك أفضل الذكر. وبالقلب وحده تارة، وهي الدرجة الثانية، وباللسان وحده تارة، وهي الدرجة الثالثة.
فأفضل الذكر: ما تواطأ عليه القلب واللسان، وإنما كان ذكر القلب وحده أفضل من ذكر اللسان وحده، لأن ذكر القلب يثمر المعرفة بالله، ويهيج المحبة، ويثير الحياء، ويبعث على المخافة، ويدعو إلى المراقبة، ويزع عن التقصير في الطاعات، والتهاون في المعاصي والسيئات، وذكر اللسان وحده لا يوجب شيئا من هذه الآثار، وإن أثمر شيئا منها فثمرة ضعيفة.
الذكر أفضل من الدعاء

الذكرأفضل من الدعاء، لأن الذكر ثناء على الله عز وجل بجميل أوصافه وآلائه وأسمائه، والدعاء سؤال العبد حاجته، فأين هذا من هذا؟
ولهذا جاء في الحديث: { من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين }.
ولهذا كان المستحب في الدعاء أن يبدأ الداعي بحمد الله تعالى، والثناء عليه بين يدي حاجته، ثم يسأل حاجته، وقد أخبر النبي أن الدعاء يستجاب إذا تقدمه الثناء والذكر، وهذه فائدة أخرى من فوائد الذكر والثناء، أنه يجعل الدعاء مستجابا.
فالدعاء الذي يتقدمه الذكر والثناء أفضل وأقرب إلى الإجابة من الدعاء المجرد، فإن انضاف إلى ذلك إخبار العبد بحاله ومسكنته، وإفتقاره واعترافه، كان أبلغ في الإجابة وأفضل.
قراءة القرأن أفضل من الذكر

قراءة القرآن أفضل من الذكر، والذكر أفضل من الدعاء، هذا من حيث النظر إلى كل منهما مجردا.
وقد يعرض للمفضول ما يجعله أولى من الفاضل، بل يعينه، فلا يجوز أن يعدل عنه إلى الفاضل، وهذا كالتسبيح في الركوع والسجود، فإنه أفضل من قراءة القرآن فيهما، بل القراءة فيهما منهي عنها نهي تحريم أو كراهة، وكذلك الذكر عقيب السلام من الصلاة- ذكر التهليل، والتسبيح، والتكبير، والتحميد- أفضل من الاشتغال عنه بالقراءة، وكذلك إجابة المؤذن.
وهكذا الأذكار المقيدة بمحال مخصوصة أفضل من القراءة المطلقة، والقراءة المطلقة أفضل من الأذكار المطلقة، اللهم إلا أن يعرض للعبد ما يجعل الذكر أو الدعاء أنفع له من قراءة القران، مثاله: أن يتفكر في ذنوبه، فيحدث ذلك له توبة واستغفارا، أو يعرض له ما يخاف أذاه من شياطين الإنس والجن، فيعدل إلى الأذكار والدعوات التي تحصنه وتحوطه.
فهكذا قد يكون اشتغاله بالدعاء والحالة هذه أنفع، وإن كان كل من القراءة والذكر أفضل وأعظم أجرا.
وهذا باب نافع يحتاج إلى فقه نفس، فيعطي كل ذى حق حقه، ويوضع كل شيء موضعه.
ولما كانت الصلاة مشتملة على القراءة والذكر والدعاء، وهي جامعة لأجزاء العبودية على أتم الوجوه، كانت أفضل من كل من القراءة والذكر والدعاء بمفرده، لجمعها ذلك كله مع عبودية سائر الأعضاء.
فهذا أصل نافع جدا، يفتح للعبد باب معرفة مراتب الأعمال وتنزيلها منازلها، لئلا يشتغل بمفضولها عن فاضلها، فيربح إبليس الفضل الذي بينهما، أو ينظر إلى فاضلها فيشتغل به عن مفضولها وإن كان ذلك وقته، فتفوته مصلحته بالكلية، لظنه أن اشتغاله بالفاضل أكثر ثوابا وأعظم أجرا، وهذا يحتاج إلى معرفة بمراتب الأعمال وتفاوتها ومقاصدها، وفقه في إعطاء كل عمل منها حقه، وتنزيله في مرتبته.
: فوائد الذكر
جاء في (( الوابل الصيب )) لابن القيم رحمه اللَّه ما مختصره() :1- أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره .
2- أنه يرضي الرحمن عز وجل .
3- أنه يزيل الهم والغم عن القلب .
4- أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط .
5- أنه يقوي القلب والبدن .
6- أنه ينور الوجه والقلب .
7- أنه يجلب الرزق .
8- أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة .
9- أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام وقطب رحى الدين ومدار السعادة والنجاة .
10- أنه يورثه المراقبة حتى يدخل في باب الإحسان، فيعبد اللَّه كأنه يراه .
11- أنه يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى اللَّه عز وجل .
12- أنه يورثه القرب منه سبحانه .
13- أنه يفتح له بابًا عظيمًا من أبواب المعرفة، وكلما أكثر من الذكر ازداد من المعرفة .
14- أنه يورث الهيـبة لربه عز وجل، وإجلاله لشدة استيلائه على قلبه، وحضوره مع اللَّه تعالى . 15- أنه يورث ذكر اللَّه تعالى له، كما قال تعالى : ]فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ[ [البقرة: 152].
16- أنه يورث حياة القلب() .
17- أنه قوت القلب والروح، فإذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم إذا حيل بـينه وبـين قوته .
18- أنه يورث جلاء القلب من صدئه، وصدأ القلب بأمرين بالغفلة والذنب . وجلاؤه بشيئين : بالاستغفار والذكر .
19- أنه يحط الخطايا ويذهبها، فإنه من أعظم الحسنات، والحسنات يذهبن السيئات .
20- أنه يزيل الوحشة بـين العبد وبـين ربه تبارك وتعالى .
21- أن ما يذكر به العبد ربه عز وجل من جلاله وتسبـيحه وتحميده يذكر بصاحبه عند الشدة .
22- أن العبد إذا تعرف إلى اللَّه تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة .
23- أنه ينجي من عذاب اللَّه تعالى .
24- أنه سبـب لتنزيل السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة بالذاكر .
25- أنه سبـب اشتغال اللسان عن الغيـبة والنميمة والكذب والفحش والباطل واللغو .
26- أن مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين .
27- أنه يسعد الذاكر بذكره ويسعد به جليسه .
28- أنه يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة .
29- أنه مع البكاء في الخلوة سبـب لإظلال اللَّه تعالى يوم الحر الأكبر في ظل عرشه .
30، 31- أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها .
32- أن العطاء والفضل الذي رتب عليه ما لم يرتب على غيره من الأعمال .
33- أن دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الأمان من نسيانه، الذي هو سبـب شقاء العبد في معاشه ومعاده . قال تعالى : ]وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[ [ الحشر : 19 ] .
34- أن الذكر يسير العبد وهو في فراشه وفي سوقه، وفي حالتي صحته وسقمه، وفي حالتي نعيمه ولذته .
35- أن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور في قبره، ونور له في معاده، يسعى بـين يديه على الصراط .
36- أن الذكر رأس الأصول، وطريق عامة الطائفة، ومنشور الولاية، فمن فتح له فيه فقد فتح له باب الدخول على اللَّه عز وجل .
37- أن في القلب خلة وفاقة لا يسدها شيء البتة إلا ذكر اللَّه عز وجل .
38- أن الذكر يجمع المتفرق ( من القلب والإرادة، والهموم ) ويفرق المجتمع ( من الذنوب وجند الشيطان ) .
39- أن الذكر ينبه القلب من نومه ويوقظه من سنته، وهو أيضًا يقرب البعيد ( الآخرة )() ويـبعد القريـب ( الدنيا ) .
40- أن الذكر شجرة تثمر المعارف والأحوال التي شمر إليها السالكون فالذكر يثمر المقامات كلها من اليقظة إلى التوحيد .
41- أن الذاكر قريـب من مذكوره، ومذكوره معه، فهي معية بالقرب والولاية والتوفيق .
42- أن الذكر يعدل عتق الرقاب ونفقة الأموال والحمل على الخيل في سبـيل اللَّه عز وجل ويعدل الضرب بالسيف في سبـيل اللَّه عز وجل .
43- أن الذكر رأس الشكر فما شكر اللَّه من لم يذكره .
44- أن أكرم الخلق على اللَّه تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطبًا بذكره .
45- أن في القلب قسوة لا يذيـبها إلا ذكر اللَّه تعالى .
46- أن الذكر شفاء القلب ودواؤه، والغفلة مرضه ,
47- أن الذكر أصل موالاته عز وجل ورأسها، والغفلة أصل معاداته ورأسها .
48- أنه ما استجلبت نعم اللَّه تعالى واستدفعت نقمه بمثل ذكر اللَّه تعالى .
49- أن الذكر يوجب صلاة اللَّه تعالى وملائكته على الذاكر ]هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ[ [ الأحزاب 50- أن من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا فليستوطن مجالس الذكر .
51- أن مجالس الذكر مجالس الملائكة .
52- أن اللَّه عز وجل يـباهي بالذاكرين ملائكته .
53- أن مدمن الذكر يدخل الجنة وهو يضحك .
54- أن جميع الأعمال إنما شرعت إقامة لذكر اللَّه تعالى .
55- أن أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه ذكرًا لله عز وجل، فأفضل الصوام أكثرهم ذكرًا لله تعالى في صومه .
56- أن إدامته تنوب عن التطوعات، وتقوم مقامها، سواء كانت بدنية أو مالية أو بدنية مالية كحج التطوع .
57- أن ذكر اللَّه عز وجل من أكبر العون على طاعته، فإنه يحبـبها إلى العبد ويسهلها عليه، ويلذذها، ويجعل قرة عينه فيها، ونعيمه وسروره بها، بحيث لا يجد لها من الكلفة والمشقة والثقل ما يجد الغافل .
58- أن ذكر اللَّه عز وجل يسهل الصعب ويـيسر العسير ويخفف المشاق .
59- أن ذكر اللَّه عز وجل يذهب عن القلب مخاوفه كلها، وله تأثير عجيـب في حصول الأمن .
60- أن عمال الآخرة في مضمار السباق، والذاكرين هم أسبقهم في ذلك المضمار .
61- أن الذكر يعطي للذاكرة قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يظن فعله بدونه .
62- أن الذكر سبـب لتصديق الرب عز وجل عبده .
63- أن دور الجنة تبنى بالذكر، فإذا أمسك الذاكر عن الذكر أمسكت الملائكة عن البناء .
64- أن الذكر سدّ بـين العبد وبـين جهنم .
65- أن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب .
66- أن الجبال والقفار تتباهى وتستبشر بمن يذكر اللَّه عز وجل عليها، قال مجاهد : إن الجبل ينادي الجبل باسمه : يا فلان هل مر بك اليوم ذاكر للَّه عز وجل؟ فمن قائل : لا، ومن قائل : نعم .
67- أن كثرة ذكر اللَّه عز وجل أمان من النفاق، قال عز وجل في المنافقين : ]وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً[ [ النساء : 142] .
68- أن للذكر من بـين الأعمال لذة لا يشبهها شيء، ولهذا سميت مجالس الذكر : رياض الجنة .
69- أنه يكسو الوجه نضرة في الدنيا ونورًا في الآخرة .
70- أن في دوام الذكر في الطريق والبـيت والحضر والسفر والبقاع تكثيرًا لشهود العبد يوم القيامة، قال تعالى : ]يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا[ [ الزلزلة : 4 ] .
71- الذكر ثناء على اللَّه، والدعاء سؤال حاجة، فالذكر أفضل من الدعاء .
72- الذكر والثناء يجعل الدعاء مستجابًا .
73- قراءة القرآن أفضل من الذكر، والذكر أفضل من الدعاء، هذا من حيث النظر لكل منهما مجردًا، وقد يعرض للمفضول ما يجعله أولى من الفاضل بل يعينه فلا يجوز أن يعدل عنه إلى الفاضل، وهذا كالتسبـيح في الركوع والسجود فإنه أفضل من قراءة القرآن فيهما، بل القراءة فيهما منهي عنها نهي تحريم أو كراهة انتهى من (( الوابل الصيب )) .
منزلة الذكر وأقسامه جاء في (( مدارج السالكين )) لابن القيم أيضًا رحمه اللَّه ما مختصره :
( ومن منازل ]إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[منزلة (( الذكر )) .
وهي منزلة القوم الكبرى، التي منها يتزودون . وفيها يتجرون . وإليها دائمًا يترددون .
و(( الذكر )) منشور الولاية، الذي من أعطيه اتصل، ومن منعه عزل، وهو قوت قلوب القوم، الذي متى فارقها صارت الأجساد لها قبورًا، وعمارة ديارهم، التي إذا تعطلت عنه صارت بورًا، وهو سلاحهم الذي يقاتلون به قطاع الطريق، وماؤهم الذي يطفئون به التهاب [ الحريق ] ، ودواء أسقامهم الذي متى فارقهم انتكست منهم القلوب، و السبـب الواصل، والعلاقة التي كانت بـينهم وبـين علام الغيوب .
إذا مرضنا تداوينا بذكـركـم فنتـرك الذكـر أحيانًا فننتكـسبه يستدفعون الآفات، ويستكشفون الكربات، وتهون عليهم به المصيـبات، إذا أظلهم البلاء، فإليه ملجؤهم، وإذا نزلت بهم النوازل، فإليه مفزعهم، فهو رياض جنتهم التي فيها يتـقلبون، ورؤوس أموال سعادتهم التي بها يتجرون، يدع القلب الحزين ضاحكًا مسرورًا، ويوصل الذاكر إلى المذكور بل يدع الذاكر مذكورًا . وفي كل جارحة من الجوارح عبودية مؤقتة .
و (( الذكر )) عبودية القلب واللسان وهي غير مؤقتة . بل هم [ مأمورون ] بذكر معبودهم ومحبوبهم في كل حال : قيامًا، وقعودًا، وعلى جنوبهم، فكما أن الجنة قيعان، وهو غراسها، فكذلك القلوب بور خراب، وهو عمارتها، وأساسها .
وهو جلاء القلوب وصقالها، ودواؤها إذا غشيها اعتلالها، وكلما ازداد الذاكر في ذكره استغراقًا : ازداد المذكور محبة إلى لقائه واشتياقه، وإذا واطأ في ذكره قلبه للسانه : نسي في جنب ذكره كل شيء، وحفظ اللَّه عليه كل شيء، وكان له عوضًا من كل شيء .
به يزول الوقر عن الأسماع، والبكم عن الألسن، وتنقشع الظلمة عن الأبصار، زين اللَّه به ألسنة الذاكرين، كما زين بالنور أبصار الناظرين، فاللسان الغافل : كالعين العمياء، والأذن الصماء، واليد الشلاء .
وهو باب اللَّه الأعظم المفتوح بـينه وبـين عبده، ما لم يغلقه العبد بغفلته .
قال الحسن البصري رحمه اللَّه : تفقدوا الحلاوة في ثلاث أشياء : في الصلاة، وفي الذكر، وقراءة القرآن، فإن وجدتم ... وإلا فاعلموا أن الباب مغلق .
وبالذكر : يصرع العبد الشيطان، كما يصرع الشيطان أهل الغفلة والنسيان .
قال بعض السلف : إذا تمكن الذكر من القلب، فإن دنا منه الشيطان صرعه كما يُصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان، فيجتمع عليه الشياطين، فيقولون : ما لهذا؟! فيقال : قد مسه الإنسي . وهو روح الأعمال الصالحة، فإذا خلا العمل عن الذكر كان كالجسد الذي لا روح فيه . واللَّه أعلم .

فصــــــل
وهو في القرآن على عشرة أوجه :
الأول : الأمر به مطلقًا ومقيدًا .
الثاني : النهي عن ضده من الغفلة والنسيان .
الثالث : تعليق الفلاح باستدامته وكثرته .
الرابع : الثناء على أهله، والإخبار بما أعد اللَّه لهم من الجنة والمغفرة .
الخامس : الإخبار عن خسران من لهى عنه بغيره .
السادس : أنه سبحانه جعل ذكره لهم جزاء لذكرهم له .
السابع : الإخبار أنه أكبر من كل شيء .
الثامن : أنه جعله خاتمة الأعمال الصالحة، كما كان مفتاحها .
التاسع : الإخبار عن أهله بأنهم هم أهل الانتفاع بآياته، وأنهم أولو الألباب دون غيرهم .
العاشر : أنه جعله قرين جميع الأعمال الصالحة وروحها، فمتى عدمته كانت كالجسد بلا روح .
يارب يعجبكم موضوعي وليكم جزيل الشكر
اختكم في الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الذكر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ENGLISH.....LOVER :: الأسلام والحياة-
انتقل الى: